بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
لعله إن سمع أحدنا بأن هناك خطة عسكرية عمرها أكثر من 1400 عام حتى الآن تدرس في جامعة عسكرية في بريطانيا ، ربما لن يصدق..... لكن حين يعلم أن الخطة هي لأعظم وأنجح قائد عرفته البشرية ستزول تلك الغرابة ، نعم إنها خطة سيدي خالد بن الوليد في غزوة سميت بغزوة بالرغم من عدم مشاركة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك فقط لعظم نتائجها بل واستحال تصديقها ، إنها غزوة مؤتة
تلك الغزوة الشهيرة والتي جرت في 8 من الهجرة قرأتها وتأثرت بروعتها فأحببت أن أنقلها لكم علكم تجدون بها المتعة والفائدة إن شاء الله
أسباب الغزوة :
اشتهر عرب الشام بحقدهم على الإسلام وإثارت النزعات بين المسلمين والبيزنطيين ، وفي أكثرمن مرة تعرضوا بالقتل لبعض المسلمين ، ولكن الأمر بلغ ذروته عنما بعث النبي صلى الله عليه وسلم بسرية بقيادة عمرو بن كعب الغفاري ليدعو إلى الإسلام فلم يستجب أهل المنطقة وأحاطو بالدعاة وقتلوهم إلا قائد الحملة فقد رجع للمدينة مثقلا بالجراح ، فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بالخبر ، إضافة لذلك فقد قام نصارى الشام بقتل كل من يعتنق الإسلام أو يفكر بذلك ، فقد قتلوا والي معان حين أسلم وقتل والي الشام من أسلم من عربها .
طبعا وبسبب تلك الأحداث المؤلمة ثار المسلمون لإخوانهم وقرروا أن يوقفوا الدولة البيزنطية عند حدها ، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتجهيز جيش غير مسبوق أن جهزه المسلمون يبلغ عدده 3 آلاف رجل وذلك ليدعو إلى الإسلام أولا فإن رفضوا فالقتال ، وقد عين عليه ثلاث قواد فأمر بزيد بن حارثة قائدا فإن قتل فجعفر بن أبي طالب فإن قتل فعبد الله بن رواحة فإن قتل فيختار الجيش من يشاء .
أحداث الغزوة :
سار 3 آلاف مسلم إلى أرض الشام حتى إذا ما وصلوا إلى أرض معان تفاجئ الجيش أن القبائل العربية قد جهزت 100 ألف لقتالهم ، بل واستعانت بهرقل الذي أمدهم بـ 100 ألف أخرى من البيزنطيين خوفا من المسلمين ، (ثلاث آلاف بمواجهة مئتي ألف ترى كم ستبقى هذه الغزوة ، 5 دقائق ...... ساعة ....... أبدا .. استمرت الغزوة 6 أيام والغلبة للمسلمين فسبحان الله )
بالعودة للقصة ... بدأ المسلمون يتشاورن كيف يستطيعون الوقوف أمام هذا العدد الضخم ، فبرز فريقين رأى أحدهما أن يرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة ليمدهم بمدد يؤهلهم لملاقاة الجيش ، ورأى الفريق الآخر أن الجيش قد نال مراده فقد وطئ البلاد وأخاف أهلها فلا بأس بالانصراف والعودة للمدينة ، ولكن عبد الله بن رواحة حسم الموقف وقال كلمات نحن بأمس الحاجة لها اليوم : ( يا قوم ، والله إن الذي تكرهون للذي خرجتم تطلبون الشهادة ! وما نقتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة ، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ، فانطلقوا ، فإنما هي إحدى الحسنيين : إما الظهور أو الشهادة ) ألهبت كلماته مشاعر المسلمين وعقدوا عزمهم على القتال
شاور زيد بن حارثة أصحابه فاتفقوا أن يعسكروا ويحاربوا في منطقة مؤتة جنوب الكرك المغلقة نوعا ما ، وبذلك يمنع جيشه الصغير من الانفتاح الكامل على 200 ألف ويتوازن الجيشان تقريبا
منتهى الإبهار :
ستة أيام لم يتمكن جيش الروم بالظفر بالمسلمين ، أو إلحاق أي هزيمة بهم ، حتى قام أحد قواد الروم بدل هرقل على طريق قتال المسلمين والعرب ، وهي بتصيد حامل الراية قائد الجيش ، والذي يتجمع حوله كل الجيش ، وفعلا ركز الروم على حامل الراية زيد بن حارثة حتى نالوا منه وقتلوه ، فأتى جعفر بن أبي طالب وحمل الراية بيده اليمنى فركزوا عليه كل جهودهم وأحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم فقاومهم وجالدهم ولم تهن له عزيمة ، بل استمر بالقتال وزاد بالإقدام ونزل من على فرسه وعقرها وأخذ ينشد :
ياحـبـذا الـجـنـة واقـتـرابها,,, طـيـبـة وباردا شرابها
والـروم روم قـد دنـا عـذابـهـا,,, كـافـرة بعـيدة أنسابها
عـلـيَّ إذا لـقـيـتتها ضـرابـهـا
قطعوا له اليد اليمنى فحمل الراية بيده اليسرى فقطعوها هي الأخرى فحمل الراية بعضديه فاستشهد بعد أن أثخن بالجراح ، إذ بلغت جراحه تسعين ما بين طعنة برمح أو رمية بسيف أو ضربة بسيف ، وبعد استشهاده حمل الرية عبد الله بن رواحة وهو يقول :
أقسـمـت يا نـفـس لـتنزلنه ,,,لـتـنـزلـن أو لـتـكـرهنه
إن أجُـلبَ النـاس وشدوا الرنة ,,,مـالي أراك تـكرهين الـجنة
قـد طال ما قد كـنت مـطمئنة ,,,هل أنـت إلا نـطفة فـي شنة
يا نـفـس ألا تـُقتلي تـموتي,,, هـذا حـمام الـموت قد صليت
ومـا تـمنيـت فقد أعـطيت ,,,إن تـفـعلي فـعلمـهما هـديت
ويذكر أن ابن عم لعبد الله بن رواحة قد أعطاه قطعة من اللحم ، فأخذها بيده إلا أنه عندماجلبة زحاما في القتال ، قال يخاطب نفسه : وأنت في الدنيا ! ثم ألقى قطعة اللحم وتقدم يقاتل العدو حتى استشهد آخر النهار ، رضي الله عنهم وأرضاهم
أرجئ الجزء الثاني من المعركة لموضوع آخر حتى لا أطيل أكثر ، وأرجوا أن أكون وفقت بنقل وقائع الغزوة الرائعة
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
لعله إن سمع أحدنا بأن هناك خطة عسكرية عمرها أكثر من 1400 عام حتى الآن تدرس في جامعة عسكرية في بريطانيا ، ربما لن يصدق..... لكن حين يعلم أن الخطة هي لأعظم وأنجح قائد عرفته البشرية ستزول تلك الغرابة ، نعم إنها خطة سيدي خالد بن الوليد في غزوة سميت بغزوة بالرغم من عدم مشاركة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك فقط لعظم نتائجها بل واستحال تصديقها ، إنها غزوة مؤتة
تلك الغزوة الشهيرة والتي جرت في 8 من الهجرة قرأتها وتأثرت بروعتها فأحببت أن أنقلها لكم علكم تجدون بها المتعة والفائدة إن شاء الله
أسباب الغزوة :
اشتهر عرب الشام بحقدهم على الإسلام وإثارت النزعات بين المسلمين والبيزنطيين ، وفي أكثرمن مرة تعرضوا بالقتل لبعض المسلمين ، ولكن الأمر بلغ ذروته عنما بعث النبي صلى الله عليه وسلم بسرية بقيادة عمرو بن كعب الغفاري ليدعو إلى الإسلام فلم يستجب أهل المنطقة وأحاطو بالدعاة وقتلوهم إلا قائد الحملة فقد رجع للمدينة مثقلا بالجراح ، فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بالخبر ، إضافة لذلك فقد قام نصارى الشام بقتل كل من يعتنق الإسلام أو يفكر بذلك ، فقد قتلوا والي معان حين أسلم وقتل والي الشام من أسلم من عربها .
طبعا وبسبب تلك الأحداث المؤلمة ثار المسلمون لإخوانهم وقرروا أن يوقفوا الدولة البيزنطية عند حدها ، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتجهيز جيش غير مسبوق أن جهزه المسلمون يبلغ عدده 3 آلاف رجل وذلك ليدعو إلى الإسلام أولا فإن رفضوا فالقتال ، وقد عين عليه ثلاث قواد فأمر بزيد بن حارثة قائدا فإن قتل فجعفر بن أبي طالب فإن قتل فعبد الله بن رواحة فإن قتل فيختار الجيش من يشاء .
أحداث الغزوة :
سار 3 آلاف مسلم إلى أرض الشام حتى إذا ما وصلوا إلى أرض معان تفاجئ الجيش أن القبائل العربية قد جهزت 100 ألف لقتالهم ، بل واستعانت بهرقل الذي أمدهم بـ 100 ألف أخرى من البيزنطيين خوفا من المسلمين ، (ثلاث آلاف بمواجهة مئتي ألف ترى كم ستبقى هذه الغزوة ، 5 دقائق ...... ساعة ....... أبدا .. استمرت الغزوة 6 أيام والغلبة للمسلمين فسبحان الله )
بالعودة للقصة ... بدأ المسلمون يتشاورن كيف يستطيعون الوقوف أمام هذا العدد الضخم ، فبرز فريقين رأى أحدهما أن يرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة ليمدهم بمدد يؤهلهم لملاقاة الجيش ، ورأى الفريق الآخر أن الجيش قد نال مراده فقد وطئ البلاد وأخاف أهلها فلا بأس بالانصراف والعودة للمدينة ، ولكن عبد الله بن رواحة حسم الموقف وقال كلمات نحن بأمس الحاجة لها اليوم : ( يا قوم ، والله إن الذي تكرهون للذي خرجتم تطلبون الشهادة ! وما نقتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة ، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ، فانطلقوا ، فإنما هي إحدى الحسنيين : إما الظهور أو الشهادة ) ألهبت كلماته مشاعر المسلمين وعقدوا عزمهم على القتال
شاور زيد بن حارثة أصحابه فاتفقوا أن يعسكروا ويحاربوا في منطقة مؤتة جنوب الكرك المغلقة نوعا ما ، وبذلك يمنع جيشه الصغير من الانفتاح الكامل على 200 ألف ويتوازن الجيشان تقريبا
منتهى الإبهار :
ستة أيام لم يتمكن جيش الروم بالظفر بالمسلمين ، أو إلحاق أي هزيمة بهم ، حتى قام أحد قواد الروم بدل هرقل على طريق قتال المسلمين والعرب ، وهي بتصيد حامل الراية قائد الجيش ، والذي يتجمع حوله كل الجيش ، وفعلا ركز الروم على حامل الراية زيد بن حارثة حتى نالوا منه وقتلوه ، فأتى جعفر بن أبي طالب وحمل الراية بيده اليمنى فركزوا عليه كل جهودهم وأحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم فقاومهم وجالدهم ولم تهن له عزيمة ، بل استمر بالقتال وزاد بالإقدام ونزل من على فرسه وعقرها وأخذ ينشد :
ياحـبـذا الـجـنـة واقـتـرابها,,, طـيـبـة وباردا شرابها
والـروم روم قـد دنـا عـذابـهـا,,, كـافـرة بعـيدة أنسابها
عـلـيَّ إذا لـقـيـتتها ضـرابـهـا
قطعوا له اليد اليمنى فحمل الراية بيده اليسرى فقطعوها هي الأخرى فحمل الراية بعضديه فاستشهد بعد أن أثخن بالجراح ، إذ بلغت جراحه تسعين ما بين طعنة برمح أو رمية بسيف أو ضربة بسيف ، وبعد استشهاده حمل الرية عبد الله بن رواحة وهو يقول :
أقسـمـت يا نـفـس لـتنزلنه ,,,لـتـنـزلـن أو لـتـكـرهنه
إن أجُـلبَ النـاس وشدوا الرنة ,,,مـالي أراك تـكرهين الـجنة
قـد طال ما قد كـنت مـطمئنة ,,,هل أنـت إلا نـطفة فـي شنة
يا نـفـس ألا تـُقتلي تـموتي,,, هـذا حـمام الـموت قد صليت
ومـا تـمنيـت فقد أعـطيت ,,,إن تـفـعلي فـعلمـهما هـديت
ويذكر أن ابن عم لعبد الله بن رواحة قد أعطاه قطعة من اللحم ، فأخذها بيده إلا أنه عندماجلبة زحاما في القتال ، قال يخاطب نفسه : وأنت في الدنيا ! ثم ألقى قطعة اللحم وتقدم يقاتل العدو حتى استشهد آخر النهار ، رضي الله عنهم وأرضاهم
أرجئ الجزء الثاني من المعركة لموضوع آخر حتى لا أطيل أكثر ، وأرجوا أن أكون وفقت بنقل وقائع الغزوة الرائعة
الأحد ديسمبر 09, 2012 11:25 am من طرف ALbaz
» كيف تكون اسعد الناس
السبت أكتوبر 06, 2012 8:58 pm من طرف ســـــــلمى
» المخدوعون في الظواهر
السبت أكتوبر 06, 2012 8:52 pm من طرف ســـــــلمى
» في حدا,,,,,,,بيقدر يجاوب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الخميس أغسطس 23, 2012 3:24 pm من طرف أحمد عارف
» mý ĺãşţ Ľâťţèя ... Ĩ'm ŝðяяÿ
الخميس أغسطس 23, 2012 3:22 pm من طرف أحمد عارف
» إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءُ
الخميس أغسطس 23, 2012 3:14 pm من طرف أحمد عارف
» طريـــق الســـعادة ,,, هو الاحســـان للآخرين
الخميس أغسطس 23, 2012 3:04 pm من طرف أحمد عارف
» .. ولن يشعر بمعاناتك أحد ..
الخميس أغسطس 23, 2012 3:04 pm من طرف أحمد عارف
» عش واقعك ولا تسرح بالخيال
الخميس أغسطس 23, 2012 12:38 pm من طرف ســـــــلمى