الحب العظيم

الحب العظيم

مرت معنا كثيرا قصة محمد بن واسع الزاهد عندما كان في جيش قتيبة بن مسلم يرفعون لا إله إلا الله في شرق البلاد الإسلامية

فأراد قتيبة اختباره أما القواد والوزراء, فقال لهم وبيده كنز من الذهب الذي غنمه من الأعداء كرأس الثور...قال لهم:

أترون أحدا يرد هذا لو عرضته عليه؟
قالوا: لا نظن أحدا يزهد في هذا
فقال: سأريكم رجلا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم...الذهب عنده كالتراب, ادعوا لي محمد بن واسع

فذهب إليه الجنود ليحضروه للقائد..
فوجدوه يسبح الله ويستغفره ويحمده على نصر المسلمين..

فلما دخل على قتيبه أعطاه الذهب ..

فأخذه منه..

فبهت قتيبة!!!!!! وكان يظن أنه سيرده..
فتغير وجه قتيبة أمام القواد والوزراء..
فخرج به محمد بن واسع..فطلب قتيبة من بعض الجنود أن يراقبوه أين يذهب به؟ وقال: اللهم لا تخيب ظني فيه..

فذهب به ابن واسع فمرّ به فقير يسأل في الجيش ..فأعطاه إياه بأكمله..

فلما أخبروا قتيبة قال لمن حوله : ألم أقل لكم إن هناك رجلا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذهب عنده كالتراب !!








تحدث الكاتب عن عوامل محبة الله عزوجل .. وذكر منها "قراءة القرآن الكريم" وبإذن الله سأكتب بالتفصيل ما تفضل به الكاتب عن القرآن الكريم .. في دورة حفظ سورة البقرة..

ثم ذكر الزهد..وهو ما قمت بنقله في الأعلى..والتفكر في آياته سبحانه....وهنا سأذكر قيام الليل

يقول الكاتب..
السبب الثالث لمحبة الله عزوجل هو : قيام الليل

الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحث الناس على قيام الليل

وقيام الليل يحصل ولو بركعتين قبل الفجر .. مايقارب نصف ساعة أو ثلث ساعة..لتكون من الذاكرين الله في تلك الساعة..

الأمور التي تعين على قيام الليل:
قلة المعاصي في النهار..
قال رجل للحسن : يا أبا سعيد .. لا أستطيع قيام الليل
قال: قيدتك خطيئتك ورب الكعبة..



الورد الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وفاطمة.... وهو التسبيح ثلاثا وثلاثين..والتحميد ثلاثا وثلاثين..والتكبير أربعا وثلاثين


من الأسباب كذلك ألا يسهر العبد .. لأن سهر الناس الآن في غير مرضاة الله إلا من رحم ربك
وكيف يقوم الليل من يسهر إلى الثانية عشرة والواحدة.؟!!!


ومن الأسباب التي تعين على قيام الليل القيلولة في النهار لتستعين بها على القيام وعلى مرضاة الله سبحانه وتعالى







صفات المفلحين

الكفار يستمعون للرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ, فيعلمون بلاغة هذا القرآ وإعجازه...فخافوا أن يؤثر في مسامعه.

فأتى الطفيل بن عمرو فقال: مازال بي كفار مكة حتى وضعت القطن في أذني
فلما اقتربت من الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ حول الكعبة, وافتتح قراءته قلت لنفسي: يا عجبا, أنا رجل شاعر .. ورجل أديب..فلماذا لا أسمع كلامه...فإن أعجبني فبها ونعمت...وإلا عرفت أنه سحر.


قال: فما زالت نفسي تراودني حتى ألقيت القطن من أذني
فسمعته يقرأ القرآن..فوقع والله في قلبي.

فذهبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقلت :أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله.








جبير بن مطعم من سادات مكة حلف ألا يستمع لآية من القرآن
وبتوفيق الله لما أراد أن ينجيه من النار سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي داخل الحرم وصوته مرتفع في صلاة المغرب ويقرأ : "والطور*وكتاب مسطور* في رق منشور*والبيت المعمور* والسقف المرفوع*"حتى بلغ آخر السورة

فقال جبير: كاد قلبي أن يطير...
فأسلم على الفور





الحارث بن كلدة كان فيلسوفا ذكيا .. ولكنه لم يؤمن
أراد أن يؤلف كتابا كالقرآن
ونصحه الناصحون .. ولكنه استمر في غيّه
فلما ابتدأ .. وقع بصره على سورة المائدة وقوله تعالى (يا أيها الذين ءامنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد*)

فاندهش وقال: إنها نادى وأمر واستثنى ومدح ووصف وختم في آية واحدة...فوقف مبهوتا حتى شل نصفه (ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون)





أبوالعلاء المعري كان ذكيا ولكن دون إيمان
أراد أن يعترض القرآن, فلما توفاه الله رؤي في قبره بعد أن دفن وفتح قبره لحاجة
رؤيت أمام فمه حية...وقد أمسكت بذنبها على رجليه







الأتقياء والأشقياء

في الترمذي يقول عبدالله بن سلام:

لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة انجفل الناس فكنت ممن انجفل, فاجتمعوا عليه في السوق فتبينت وجهه, فلما رأيت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب, فوجهه كالقمر ليلة أربعة عشر.

لو لم تكن فيه آيات مبينة ... لكان منظره ينبيك بالخبر

فوجهه صادق ومخلص

قال ابن سلام: فلما رأيت وجهه سمعته يقول : "يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام" أخرجه الترمذي وابن ماجه والدارمي والحاكم

فقال عبدالله بن سلام: يا رسول الله أسألك عن ثلاث آيات لا يعرفها إلا نبي (لأن عبدالله بن سلام كان لديه علم من التوراة, وكان حبرا من أحبار اليهود) فقال: إن أجبت عن هذه الثلاث أسلمت وآمنت.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "وماهي؟"

قال: ماهو أول طعام أهل الجنة عندما يدخلون الجنة؟
وكيف يشبه الولد أباه وكيف يشبه أمه؟
وماهي أول علامات يوم القيامة؟

فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم : "أما أول ما يأكل أهل الجنة فزيادة كبد الحوت"
قال: صدقت

"وأما أن يشبه الولد أباه فإذا أتى الرجل زوجته فعلا ماؤه ماءها أشبه أباه, وإذا علا ماؤها ماءه أشبه أمه"
قال: صدقت

"وأما أول علامات الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب"

قال: صدقت! وأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
ثم قال: يارسول الله إن اليهود قوم بهت_ يعني أهل زور وفجور _ إذا علموا أني أسلمت بهتوني, فلا تخبرهم بإسلامي, وأدخلني هذه المشربة (غرفة خلفية) واسألهم عني.

فأدخله صلى الله عليه وسلم في الغرفة وأغلق عليه ونادى اليهود فجلسوا, فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم :"يا معشر اليهود كيف ابن سلام فيكم؟"
قالوا: سيدنا وابن سيدنا, وخيرنا وابن خيرنا, وفقيهنا وابن فقيهنا وعالمنا وابن عالمنا

قال: "أرأيتم إن أسلم؟"

قالوا : أعاذه الله من ذلك

ففتح عليهم الباب ثم خرج وقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
فقاموا ينفضون ثيابهم ويقولون : شرنا وابن شرنا, وسيئنا وابن سيئنا وخبيثنا وابن خبيثنا !!

أخرجه البخاري وأحمد





مع العاص بن وائل

هو أبوعمرو, كان سيدا في قومه, وكان يلبس الديباج ويغشيه بالذهب لكن لم ينفعه ديباجه ولا ذهبه, فهو في النار وفي جهنم خالدا فيها وبئس المهاد, لأنه ما عرف الله وما سجد لله ولم يتلذذ بالعبودية

جاء هذا العاص! وأخذ عظما وقطـّعه وسحقه ثم نفخه أمام الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : يا محمد أتزعم أن ربك يحيي هذا العظم بعد أن بلي؟؟؟

فقال صلى الله عليه وسلم : "نعم ويدخلك النار"

فيقول الله جل شأنه وعظم سلطانه فيه : (وضرب الله مثلا ونسي خلقه قال من يحيى العظام وهي رميم* قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم* )





خبيب بن عدي وكفار قريش

عرض الكفار خبيب بن عدي على مشنقة الموت وسألوه: ماذا تريد يا خبيب؟

قال: أريد أن أصلي ركعتين

فقام وتوضأ وصلى ركعتين واستعجل فيهما, ثم فرغ منهما وقال لهم : والله لولا أن تظنوا أني أخاف الموت لأطلت في الركعتين.

ثم رفعوه على المشنقة فدعا عليهم قائلا : اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحد.

قالوا: أتريد ن يكون محمد مكانك وأنت في أهلك ومالك ؟

قال: لا والله, لا أريد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصاب بشوكة وأني في أهلي ومالي.

ثم قتلوه

يقول أهل السير: كان خبيب بن عدي يقول قبل أن يقتل : اللهم أبلغ عنا رسولك ما لقينا الغداة, والسلام عليك يا رسول الله , السلام عليك يا رسول الله, السلام عليك يا رسول الله.

هو في مكة والرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة...فأخذ يقول صلى الله عليه وسلم في تلك اللحظة: " عليك السلام يا خبيب, عليك السلام يا خبيب, عليك السلام يا خبيب"

وقد أنشد خبيب أنشودة الموت قبل أن يقتل وهي قصيدة الفداء:

ولست أبالي حين أقتل مسلما
على أي جنب كان في الله مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ
يبارك على أشلاء شلو ممزع

أحمد توفيق كتب:الحب العضيم



مشكورررررر اخي سيف الاسلام

الشكر لله وحده وجعله في ميزان حسناتك